السبت، 12 فبراير 2011

تونس ... ليست إلا بداية
كتبت هذه المقال 10 يناير
إنه الناموس الكوني, إن الله لينصرُ الدولة َالعادلة ولو كانت كافرة ويهزمُ الدولة َالظالمة ولو كانت مسلمة,هذا
نظام الخالق يقضي بأن كل قوم يحتاجون وليا, فتـقوم الأمم لتبايع وتنصِّب وتساند من ترى فيه خيرا لقيادتها نحو المصلحة الإنسانية والمتطلبات البشرية ومقتضيات الوجود والكينونة والاستمرار, وتعطي ذاك القائد زمامها, ومع الوقت وتدريجا يضيقه عليها, وتـنـتـظر على أمل أنه يفيق وتعود له إنسانيته ويتذكر العهد القديم.
ولكن يستمر التضيـيق ويعتلي المقربين مناصب الدولة الحساسة, وتفقرّ ميزانية الدولة وتغنى ميزانية "الوالي " وأتباعه, وتسير العلاقات الدولية لتصب في وعاء الشخصية لسند الكرسي وهكذا حتى تــُـمس حاجات المواطن الأساسية المعيشية مثل الغذاء والماء والحرية كالهواء, فتـفرّ الروح إلى الحياة وتـقطع ذلك الزمام ويصبح الشارع هو المرجعية لإعادة النصاب وضبط الميزان, وتعاد الدورة لحياة الدولة عبر إرادة الشعب.
هذا عرض بسيط وحقيقي للحسبة, الأمر لا يـتطلب فهما عميقا ومحللون سياسيون ومستـشارون عظماء ودوليون يتقاضون الملايين لكتابة خطط لدولة أخرى, بعد تقاعدهم في بلادهم سياسيا!
من حق الشعوب اختيار من توليه عليها, وقد رغب التونسيون في التغيـير بالتظاهر السلمي, ولكن دائما هناك أيدي الاستخبارات الأجنبية التي لا تريد لهذه الأمة أمرا رشدا, تـتدخل عبر رموزها من النافذين الذي يندسون بين المواطنين, فـتـُـحيل الوسائل المشروعة في المطالب, إلى دماء وانفلات ولكن الحرية تستحق كل قطرة حمراء, وليت الإراقة فـقط ثمن الإفاقة لرخصت وهانت.
ولكن الانقلاب على الاستبداد ليس النهاية, بل بداية لعهد جديد يقيم فيه الشعب التونسي نتائج معاداة الدولة والقوانين للقيم الإسلامية وشرائعها, فصارت تونس علمانية أكثر من مخترع المصطلح, وتم تجاهل المسلمين وضيق على ممارساتهم شعائرهم لدرجة أن كان لصلاة الجمعة في تونس وقـتان, الأول في وقت الصلاة, والثاني بعد أن ينتهي العمل الرسمي لموظفي الدولة لأنهم ممنوعون من الصلاة أثناء العمل!
لقد مارس " الشــّين " إرهاب الدولة, فـكُـتبت قوائم برواد المساجد, ولمُصلي الصلوات الخميس " قيد أمني " وملفا في الاستخبارات, تلك الدولة, لا بد أن يزيل الله نظامها ويستبدله بمن يقيم شرعه ويرضخ لأمره عاجلا كان أم آجلا.
الشعب التونسي الذي يفوق مسلموه 92 في المائة من التعداد السكاني, قبل الدنية في دينه, وكما قال الشيخ كمال عمارة الإسلامي المنفي بتهمة الإسلام "عندما رضي الشعب بالخبز مقابل الحرية خسر الخبز وخسر
الحرية ", وأضاف: " الإسلام لا ينهزم في معركة حرة أبدا " حيث أن الإسلاميون لم يدخلوا مع حكوماتهم بمواجهة عادلة وإلا لانتصروا.
أقول, ليست تونس وحسب, بل الشعوب المضطهدة كلها, يجب أن تقرأ التاريخ, وتلزم الحكومات والأنظمة بإعادة ترتيب الأولويات ونسف طرق التفكير السائدة, وإقالة البطانة الفاسدة, والالتزام بقضايا الشعب, مع الاعتذار عن أخطاء الماضي, ذلك المنهج ينصِّب الحكومات ويثبــِّت الأنظمة ونكرانها يقصيهما.
تلك روح الشريعة الإسلامية وتبعتها فلسفة إعلان حقوق الإنسان الذي يتباكى عليه الجميع ولا يطبق أهم أصوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق