الاثنين، 7 فبراير 2011

" يـبه "...

يبة ....
هذه المقالة منعت من النشر

إنه أجمل لقب يرغب أي رجل أن ينادى به, وأعظم وصف يحقق استمرار البشرية, والمسمى الذي يجلب الفخر لصاحبه, ولا أظن رجلا من المليارات التي تـتـنفس تمنى لو لم يسمع " يبه " من مخلوق صغير بأي لهجة كانت أو لغة.
و لأني أدري أنك تسمعني وإن لم تكن تراني, وتشعر بي إن وارت بيننا الأسباب, وتتمنى لي الهناء وإن كان " ما كل ما يتمناه المرء يدركه ", ولو الأمر بيدك فستعطيني القمر بيد والشمس في الأخرى فقط لأسعد, وأنا أقول لك: إن الأمر بيدك فهل تعطي ابنتك دقائق قد يعجبك قولها؟ فذلك ظني بك.
" يبه " لما ولدتـني أمي كنتُ أبحث عن النور في غرفة الولادة بعد أن ضاق بي الظلام في بطنها, فجاء نور الحياة وولدتُ مُختارة, لقد ورثتُ إرثا يحلم به كثيرون ولم يبلغوه, ولدتُ بنعمة الإسلام وغيري كافر, ولدتُ لأب وأم وغيري لقيط, ولدتُ سليمة وغيري معاق, ولدتُ من أسرة كريمة وغيري يخجل من جذوره, ولدتُ كويتية وغيري بدون مواطنة, وهذه النـِــعم وإن أحصيتها بسطرين, لن اقدر على إحصاء نتائجها عليّ فلله الفضل في الأولى والآخرة.
" يبه " قد لا تكون حضرتَ ولادتي, ولكن سجلات الدولة كتبتـني من أبنائك, ورغم أنك غبت عن ذكرى ميلادي كل عام , إلا أنني كنتُ أغني في كل مرة والعلم بيدي لأجدد ولائي لك, وقد أكون مرضتُ فلم تعودني, ولكنك وفرت سبل علاجي, وإن عجزتْ الوسائل هنا أرسلتني للخارج ولم تتخلّ عنيّ أبدا, وقد تكون سمعتَ مضيف الحفل يناديني لاستلم شهادة تخرجي من الجامعة, ومددتَ يدك لتعطيني إياها وقت لي " مبروك يبه بارك الله فيج" ولكنك لأول مرة تراني, و رغم كل ما فات عليك من تفاصيل حياتي إلا إنك "أبي " وأحتاجك اليوم فاسمعني.
" يبه صباح " أنا مواطنة أتـبع رعيتـك, ولا ولي أمر لي سواك, ولا أرض لي دون الكويت, أطلب منك أن تصلح ذات بين " عيالك " وتحبهم ولا تفرق بينهم وتعطيهم وتمنع عنهم لأنك "أبوهم" ولستَ مضطرا لتبرير قراراتك ففيها مصلحة أكيدة لا يراها الأبناء بخبراتهم القليلة, ولكن لا تترك عائلتنا تتمزق, وقلبك حزين لما آلت له الأحوال, بينما تسمع من خارج " بيتنا " من يحرضك علينا ولا يدري بطبيعة علاقتنا معك وأننا أبناء بارّين رغم مراهـقـتـنا!


كلنا أبنائك, ولكننا لسنا متشابهين الطباع, وكل منا يحتاج وسيلة في التربية والتعامل تختلف عن الآخر, فهل ستتبع معنا منهج " ظلم الكل عدل؟ " لا أظنه منهجا بل مهربا لمن لا حكمة له, و شهد لك العالم بالحكمة والقيادة, فلماذا صار بيتـنا " الكويت " على جرف هار ٍ ؟ ومن حولنا يتـنعّمون بالاستقرار والإنتاج والانجاز, ونحن نتناحر ويمسك كل منا بحلقوم الآخر؟
كيف صارت هويتنا بدوي, حضري, شيعي, سني, ليبرالي, إسلامي, حكومي, شعبي...بدلا من "كويتي"؟
أنا أدري لماذا, قد تقول: " أنتِ بنت وشعرفك بإدارة الدول! أقول علمنيّ " ابوي " إن الدولة أنثى وأن الكرامة والمواطنة أنثى و أن أساس الملك العدالة وهي أنثى والإنسانية والمبادرة ميزة القيادة وكلهن إناث وقد شهدتْ لغة السماء للأنثى!
أدري أن هناك من يفرق بيننا وبينك, ويضرب الأسوار العالية ليحجبك عنا, ويشوِّك الطريق إليك, ويغلق كل الوسائل المؤدية إليك, فماذا نفعل لتسمعنا؟
قد يجافي البعض الطريق الصواب, وينفعل ويغضب ويقول ما لا يليق ولا يرضينا, والبعض الآخر قد يصبر ويتأنى ويتصرف بهدوء ولباقة, فهل تـتبرأ من ابنك إذا أساء التصرف؟ أم تتحمله وتبحث عن وسيلة تربية تلائم جموحه؟ هكذا نحن مختلفين وسنظل " ولهذا خقنا الله " فهل تستطيع تغيير نواميس الله؟ أم تتعامل معها؟
أكتب لك وهي وسيلتي ومهارتي ونعمتي في التواصل والتعامل, وسأنتظر ردك عليّ, وقد تمنع مقالتي من النشر, وقد لا يكون لمساعديك وقت يقرؤون " لبنت " وينقلوا لك مطالبها ولكني " بنتك " ولن أنسحب, وسأخاطبك ما استطعت ذلك, فليس لي أب سواك, وأريد أن أفيق كل صباح وأنا أدري أن بيتي موجود وأبي وأمي موجودان وكل أخوتي حولي يشدّون أزر بعضهم بعضا, وأننا وإن شغلتنا مساعينا سيجمعنا بيتنا وهويتنا وحبنا.
وغايتي أن آتي يوم العرض العظيم وأجيب إذا سألني الله ماذا فعلتِ في فتـنة الكويت؟ فأقول: اللهم إني كتبتُ فاشهد.
خلود الخميس - كتبت في 5 يناير 2011


هناك تعليق واحد:

  1. حييت سيدتي ..فقد اديت امانتك باسلوب عميق..وقراءة جيدة لما يحيط بك وبأمة العروبة والاسلام..شكرا لقلبك.

    ردحذف