الأحد، 6 فبراير 2011

كفاية يا مصر...

هذه المقالة منعت من النشر

عندما غادر " شين الغابرين" تونس ، الجيش اخرجه بلا خيار الا المغادرة وقد كانوا رجالا لا يريدون تلطيخ أيادي المواطنين بدماء الفساد وان هدرها الظلم والجور واستباحة حقوق الناس.
لقد كان تصرفا قياديا وحكيما ان يبعد الرئيس المخلوع بلا عنف حتى لا يتهم شعب بقتل حاكمه ويوثق التاريخ كلمة " اغتيال" بدلا من " خلع " !!
 كذلك الجيش المصري ،  هو الذي يملك الزمام الان، ومانعرفه جيدا انهم رجال لا يقبلون القهر ومنظمون ، الان هو موعد التحرك ودورهم ان يتخذوا موقفا عسكريا حقيقيا بعزل الرئيس الذي يرى شعبه يفترش العراء منتظرا منه التنحي، بينما يكابر وينازع متشبثا بما تبقى من مدة ولايته على حساب ما تبقى من كرامته ولم؟ حتى لا ينكسر! الا يرى ان ما يفعله هو الانكسار بعينه؟ ان يبيت بعينين مفتوحتين رعبا رغم دفء فراشه والأبواب موصدة محمية عليه؟ ومن يحميه؟ أولئك الذين عائلاتهم تنام في البرد وتقضي حاجتها في الشارع وتأكل مما تيسر !
والله ان ما يفعله مبارك عار على تاريخه ان كان له هذا التاريخ وليس عليه!
فاصراره على التلاعب برغبة الملايين باستقالته ، مرة بتعديل وزاري ، وأخرى  بوعود باصلاحات دستورية ولجان واكاذيب والخافي اعظم ، امر مخجل ومخزي وخصوصا عندما أسمى تمسكه بالرئاسة " مسئوليته تجاه بلاده"!! ومن هو الوطن ان لم يكن شعب ؟ وما مقومات السلطة ان لم ترضخ للعامة الرافضة لاساليبك في الحكم وإدارة البلاد؟ وماذا تبقى لك ويتطلب ايام معدودات تصر على الاستمرار حاكما رغم إرادة الشعب؟ الاموال؟ الضمان؟  ام ماذا ؟
أيها الشعب المصري العظيم دائماً  ، ان النوم في الشارع اكرم ملايين المرات من اتخاذ المقابر سكنا لاحياء يتنفسون! وما دمتم اخترتم الثورة، فلتكن ثورة تليق برجال ونساء اثروا المواجهة حتى الفناء او البقاء كما يستحق البشر الذين كرمهم الله بقوله " ولقد كرمنا بني ادم " وانتم تعلمون جيدا ان هناك منافقون وتجار ثورات وحروب ومتخصصوا فتن، فلا تكون بينكم ثغرة تسعهم  وهذه ميزة  البنيان المرصوص .
"ااااه يا بلد أتنهب" وصامد ينتظر مخلصه من العذاب المقيم بمن اقام عليه حد الخروج على الحاكم لانه " بكى من الجوع وأكل خبز الريس"!!
لدي اصدقاء وأحباب وأهل وأخوة في مصر، فمن منا لا يحب مصر؟ ومن ليس لديه شخص يهمه في مصر؟ فكلنا مصريون وكلنا ثوار ميدان التحرير وكلنا شعب ٢٥ يناير ولن نقبل ان يدفع شعبنا اكثر من ثلاثين عاما ما دام قال بأعلى صوته كفاية فليعلم ان مشارق الارض ومغاربها ترد صداه وتقول " ايوه كفاية ... كفاية يا مصر..."!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق